jeudi 19 février 2015

خروج المسيح الدجال من متاهة داعش

خروج المسيح الدجال من متاهة داعش


فى عام 1980 ظهرت لعبة Pac-Man باكورة ألعاب المتاهات فى عالم البرمجيات.. كانت بدائية تعتمد على سياسة الهروب ومجابهة كائنات يمكن شل حركتها .. وخلال أكثر من ثلاثين عاماً .. ظهرت أجيال من الشباب يواكبها أجيال من الألعاب الإلكترونية يتم فيها ارتكاب الجرائم وقتل الأعداء بالأسلحة النارية .. وتسيدت هذه الألعاب حتى بلغت درجة الإدمان وبالرغم مما يقال عن فوائدها وتنميتها لسرعة البديهة وبعض القدرات والتخطيط والتفكير والابتعاد عن الواقع إلا أن العيوب تجب كل هذه المزايا .. حيث قامت هذه الألعاب بتعزيز واقع ملىء بالعنف يمارس من خلال اللعب الإلكترونى على أجهزة الكمبيوتر أو المحمول .. فمن المعروف علمياً أن الإنسان إذا مارس العنف عن طريق اللعب فإنه يغذى وينشط نوازع هذا العنف فى نفسه وعقله كما لو كان يمارسه على الطبيعة .. فالمخ يصنع نماذجه من خلال السلوكيات والتكرار.
فالإحصائيات عديدة ومتنوعة الجهات بعضها يشير إلى أن أكثر من نصف مستخدمى الإنترنت فى العالم يستخدمون الشبكة للبحث عن وسائل للتسلية والهوايات و80% من الوقت المستخدم على الموبايـل يتـم قضاؤه على App أو الألعاب .. وقد شهدت ألعاب المتاهـات رواجاً كبيراً فى السنوات الماضية أشهرها «المتاهة المرعبة» وألعاب أخرى مثل وClash of Lords التى تحتوى على جيش كامل يجمع له اللاعب الموارد ويتعامل فيها بالذهب والنقود والفتيات أى (بروفة جنرال تسبق العرض الرسمى فى الواقع) ولعبة أخرى تدعو لإنشاء مملكة خاصة وقيادة جيوش جرارة .. بخلاف ألعاب سباق السيارات وفى عالم الأرقام سجلت لعبة Destiny لعام 2014 باعتبارها أكثر أفلام «الفيديو جيم» تكلفة فى التاريخ فقد بلغت تكلفتها 310 ملايين جنيه استرلينى وسجلت أفضل مبيعات طبقاً لموقع «Statista» واللعبة تدور أحداثها بعد «700 سنة فى المستقبل» عقب انقضاء العصر الذهبى الذى ستشهده الأرض .. حيث تتعرض البشرية لخطر الانقراض وينقذ بعضهم (رحّال) من جرم سماوى كاد يفتك بهم ويجوب بهم الأرض ويصل لآخر منطقة آمنة .. اللعبة ديناميكية يختار فيها اللاعب مصير الشخصية وعرقها ويركز على قدراته الهجومية والدفاعية.. لعبة (القدر أو المصير)تجرى أحداثها فى القمر حيث يفتح ضريح قديم يخرج منه جيش الشر .. وهكذا يتسرب العالم الافتراضى إلى العالم الواقعى إلى جيل من الشباب أصبح له أدواته ولغته وإيقاعه.. لكى تخرج داعش أو ISIS كما يسميها الغرب وتعود بنا عكس لعبة القدر إلى 700 سنة للوراء - 700 قبل الإسلام - لتنافس جاهلية قريش لتجهل فوق جهل الجاهلين .. شباب داعش الذى تربى على ألعاب الموت والمتاهات وإلقاء المتفجرات على الخصوم .. أصبح يمتلك (للكارثة) كاريزما دموية تستقطب أصحاب نزعة العنف والظلام الذى أدمنوه فى غرف اللعب المعتمة فى سنوات البراءة المفقودة .. جماعة تعد من أغنى الجماعات الإرهابية فى العالم تنتهج أسلوبا فى الإجرام بلغ القمة فى الأصولية .. لكن أسلوب دعايتها أو الحرب النفسية التى تشنها كان أكثر حداثة وانتهازية.
فالتنظيم لديه خط إنتاج أزياء وصفته صحيفة الديلى ميل بأنه «موضة إرهابية» ولديهم صحيفة دابق التى اُستلهم اسمها من معركة مرج دابق التى انتصر فيها السلطان سليم الأول على قنصوة الغورى بالقرب من حلب وبموجبها فتحت الشام .. هكذا يتم الترويج لحلم الخلافة التركى بالرمز والمدلول التاريخى .. عنف داعش الساطع وجرائم ابتزازها للفدية والخطف.. يواكبها استغلال لكل ما يخدم أهدافهم ففى سبيل تجنيد أكبر عدد من الشباب قاموا بنشر صورة لطفل بعين واحدة من بوليفيا وزعموا إنه المسيح الدجال الذى يأتى فى آخر الزمان مسيح الضلالة .. لأن عيسى بن مريم هو مسيح الهدى على حد تعبير الشيخ الشعراوى .. وهو من علامات الساعة الكبرى التى إذا وقعت لم ينفع نفساً إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل .. والقصة نشرتها مواقع أمريكية وليست أكثر من قصة طفل ولد مشوها لكنهم لم يتركوا الفرصة لبث الخوف بين الشباب للانضمام لداعش قبل فوات الأوان .. وقاموا أيضاً بحملة بعنوان «اعطنى اذنك» ليصبوا فيها جام تطرفهم الفكرى ورفضهم للمجتمع وحل التناقضات بالقوة وامتلاك الحقيقة المطلقة .. فهل يعقل أن وكالة الأبحاث العلمية التابعة للجيش الأمريكى «داربا» والتى قامت منذ عدة سنوات بغرس إلكترود فى عين قطة وإلكترود مثيل فى كمبيوتر فشاهدوا ما تنظر إليه القطة .. ويعملون الآن بدأب على وضع مغروسات فى المخ وربطها بالكمبيوتر للتحكم فى المزاج العام .. بل واستثارة بعض المشاعر والعواطف .. ووضع أجهزة مسح وشرائح إلكترونية دقيقة فوق ظهر بعض الحشرات .. وعشرات التجارب والنتائج والإمكانات .. فهل عجزت هذه الوكالة عن تصميم جهاز دقيق يحدد موقع إسقاط أسلحة لقوات البشمركة وتركتها تسقط فى أيدى داعش مثلما حدث الأسبوع الماضى .. هل لم تعلم بأنباء الحشد من القارات الخمس .. ومصادر التمويل والتسليح والتدريب .. رحم الله المتنبى الذى كان ينشد : اسألوا ابن جنى فهو أعرف بشعرى منى
ولكن المخابرات الأمريكية أو الجن الأزرق تتلقى أخبار داعش مثلنا تماماً ويبدو أن الصغار فى هذا العالم يتعلمون والكبار يلعبون فى المتاهة دوخينى يا لمونة مع داعش .. أما الأمريكان فهم فى حالة استهبال مستفزة إزاء ما يحدث تذكرنا بجملة خيرية أحمد الشهيرة فى برنامج ساعة لقلبك «فيه ايه يا محمود يا حبيبى  .

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

Membres

Nombre total de pages vues

Fourni par Blogger.

شارك بتعليقك

جميع الحقوق محفوظة لمدونة The Antichrist 2013