يعتقد اليهود ونصارى الغرب، أن قيام دولة إسرائيل للمرة الثانية في فلسطين، هو علامة لقرب ظهور الملك المنتظر بالنسبة لليهود، وللمجيء الثاني للمسيح بالنسبة للنصارى، ولذلك يعكف الكثير من النصارى واليهود، على اختلاف تخصصاتهم العلمية والمهنية في السنوات الأخيرة، على دراسة وتحليل وتفسير النبوءات التوراتية والإنجيلية، التي تُخبر عن أحداث آخر الزمان، وخاصة فيما يتعلّق بنهاية إسرائيل ودمار العالم الغربي، وعودة الإسلام في نهاية المطاف لواجهة الصدارة.ونطاق هذه البحوث في الغالب، يدور حول ما جاء في التوراة والإنجيل من نصوص نبوية، وما قُدّم فيها من كتب ومؤلفات تفسّر هذه النصوص.. والكتاب الأكثر شهرة في هذا المجال، هو كتاب (نبوءات نوستراداموس) الغامض، والسوق الرائجة لأطروحاتهم في هذا المجال هي شبكة الإنترنت.وإذا أردت أن تعرف مقدار ما تشغله هذه النبوءات المستقبلية، من فكر كبار رجالات السياسة والدين والعلم وعامة الشعوب الغربية، فما عليك إلا أن تزور شبكة الإنترنت، وأن تقوم بالبحث – على سبيل المثال – عن إحدى الكلمات التالية:World War III, WW III, WW3, Armegeddon, Nostradamus, Prophecy, Miracle, Piple, Torah.لتجد أن هناك مئات الآلاف، من المواقع التي تعرض الأبحاث والكتب والدراسات، التي تبحث في تفسير النصوص التوراتية والإنجيلية.
من هو نوستراداموس؟هو مسيحي كاثوليكي فرنسي ذو أصل يهودي، عاش في الفترة (1503 – 1566م) ألّف أحد أشهر كتب النبوءات التوراتية والإنجيلية.. يقول هذا المتنبئ في مقدمة كتابه إن مصدر نبوءاته، هو مجموعة من الكتب والمجلدات القديمة، التي كان قد ورثها عن أجداده اليهود، كانت مخبأة منذ قرون عديدة، وعلى ما يبدو أنه استطاع من خلالها، الكشف عن الرموز التوراتية اللفظية والعددية، التي استخدمها مؤلفو التوراة من الكهنة والأحبار، ومن ثم قام بقراءة الأحداث الواردة في النبوءات، ووضعها في كتاب على شكل رسائل نثرية وأبيات شعرية سمّاها الرباعيات، استخدم فيها الكثير من الاستعارات والرموز واضحة الدلالة أحيانا، ومضلّلةً ومُحيّرة أغلب الأحيان.وقد اجتهد كثير من الباحثين الغربيين وخاصة في العصر الحديث، وأجهدوا أنفسهم بمحاولات مضنية لحل رموزه وطلاسمه، ومحاولات مضنية لمطابقتها لما جرى ويجري وسيجري على أرض الواقع، لدرجة أنك لو بحثت عن لفظ (Nostradamus) في أحد محرّكات البحث على شبكة الإنترنت، ستجد آلاف المواقع لمراكز وجمعيات وكتب ودراسات، تبحث في أمر نبوءاته وتجتهد في مطابقتها مع الواقع، في محاولة لاستقراء المستقبل، وخاصة فيما يتعلق بأحداث النهاية، وخاصة الحرب العالمية الثالثة ونهاية الحضارة الغربية المرتبطة بعودة الخلافة الإسلامية، والملفت للنظر أن هذا المتنبئ يحمل حقدا وكراهية شديدة للعرب والمسلمين، حيث يصفهم بأبشع الصفات بأسلوب على لا يخلو من التحريض.ومن أشهر الكتب في تفسير نبوءاته وفك رموزه وطلاسمه، كتاب (نبوءات نوستراداموس)، الذي ألّفه الطبيب الفرنسي (دو فونبرون)، المتوفى عام 1959م، وقد طُبع هذا الكتاب عدة مرات، أعوام 38 و39 و1940م، ومن ثم أُعيد طبعه بعد عدة سنوات من خلال ابن المؤلف، ومما أضافه الابن إلى الطبعة الجديدة من الكتاب نص مخطوط بقلم أبيه الطبيب، كتبه قبل وفاته بأربعة أشهر بعنوان: (بحث في الأحداث القادمة) هذا هو نصه:"إن جميع النبوءات القيّمة، متركّزة على الحقبة، التي ستغدو فيها الحضارة الغربية، مهدّدة بالدمار.. والوقائع الأساسية لهذه الأزمة العالمية، هي كالتالي: الحرب والثورة العامتان، تدمير (باريس) الكليّ بالنار، وتدمير جزء من (مرسيليا) بتلاطم لأمواج البحر، هزات أرضية مخيفة، وباء طاعون يقضي على ثلثي البشرية، طرد البابا من روما، انشقاق كنسي.يبدو أن هذه الأحداث ستبدأ بالحرب بين الشرق والغرب، أما ذريعتها فستكون في الشرق الأوسط ـ (العراق)، (إيران)، أو (فلسطين) ـ ومن المرجّح أن تجري على مرحلتين، على غرار حرب 39 –1945م.في تلك اللحظة يظهر نجم مذنّب سوف يمرّ على مقربة من الأرض، لدرجة أنها ستجتاز شعره المُحمّل بالحصى، هذه النيازك الجوية التي ستكون بمثابة انتقام السماء العجائبي، سوف تسقط على أمكنة محدّدة، حيث ستكون محتشدة قوات الثورة الحمراء، والأسطول الروسي في البحر المتوسط".وجاء في نفس المقدمة ما مفاده أن المحنة الكبرى، التي ستشهد بداية تدمير الحضارة اليهودية المسيحية، كان (نوستراداموس) قد حدّد نقطة انطلاقها في الشهر السابع من عام 1999م.
كتاب (النبوءة والسياسة):ستناول الآن مسألة تأثير نبوءات التوراة والإنجيل، على القرارات السياسة الأمريكية، لنفهم أبجديات هذه السياسة المنحازة لإسرائيل، والمعادية للعرب والمسلمين بشكل عام.. وخير من تعرّض لهذه المسألة، هي الكاتبة الأمريكية (غريس هالسل) في كتاب (النبوءة والسياسة).
ملخص مقدّمة المترجم:نشأ في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي، ما يسمى بالصهيونية المسيحية الإنجيلية القائمة على اعتناق ثلاثة مبادئ: الإيمان بعودة المسيح، وأن عودته مشروطة بقيام دولة (إسرائيل)، وبالتالي تجمّع اليهود في فلسطين.وقد لعب هذا الأمر دورا أساسيا، في صناعة القرار الخاص بقيام (إسرائيل)، وتهجير اليهود إليها ومن ثم دعمها ومساعدتها، وإعفائها من الانصياع للقوانين والمواثيق الدولية.ونتيجة لهذه المعتقدات ظهر الكثير من الحركات الدينية المسيحية الإنجيلية الأصولية في (بريطانيا) و(الولايات المتحدة).وأهم وأخطر هذه الحركات هي (الحركة التدبيرية)، التي نشأت في الولايات المتحدة بعد قيام دولة (إسرائيل)، وتضمّ في عضويتها أكثر من أربعين مليون أمريكي، لحظة تأليف هذا الكتاب في أواسط الثمانينيات، ومن بين أعضائها الرئيس الأمريكي آنذاك (رونالد ريغان)، وهي تسيطر على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأمريكية، وتمتلك محطات تلفاز خاصة بها، ويشارك قادتها كبار المسئولين في البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومي الأمريكي، ووزارة الخارجية، بصناعة القرارات السياسية والعسكرية، المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي.وتعتقد هذه الحركة أنّ الله قد وضع في الكتاب المقدس نبوءات واضحة، حول كيفية تدبيره لشؤون الكون ونهايته، كما يلي:1. قيام إسرائيل وعودة اليهود إليها.2. هجوم أعداء الله على (إسرائيل)، ووقوع محرقة (هرمجدون) النووية.. وأعداء إسرائيل هم الروس والعرب، وعلى مدى أوسع هم الشيوعيون والمسلمون بشكل عام.3. انتشار الخراب والدمار ومقتل الملايين.4. ظهور المسيح المخلص وتخليصه لأتباعه ـ أي المؤمنين به ـ من هذه المحرقة.5. إيمان من بقي من اليهود بالمسيح بعد المحرقة.6. انتشار السلام في مملكة المسيح في أرض جديدة وتحت سماء جديدة مدة ألف عام.1. ـ وأن مهمة أعضاء هذه الحركة وأتباعها، هي تدبير وتهيئة كل الأمور التي من الممكن، أن تعجّل في عودة المسيح إلى الأرض، ومن ضمن تلك الأمور:أولا: ضرورة إضعاف العرب عسكريا.وثانيا: تلبية جميع مطالب إسرائيل بالدعم المالي والسياسي والعسكري.وثالثا: تعزيز ترسانتها النووية.
مقتطفات من مقدمة الكاتبة:

تؤكد الكاتبة الأمريكية (غريس هالسل) أن بذور هذه المُعتقدات المُدمّرة، نشأت في نهاية القرن التاسع عشر[2].. وكان رائد هذا الاتجاه في تفسير الكتاب المُقدّس هو (سايروس سكوفيلد)، وقد طُبع أول مرجع إنجيلي له عام 1909م، زرع فيه آراءه الشخصية في الإنجيل، وصار أكثر الكتب المتداولة حول المسيحية.. وبدأت هذه المُعتقدات في الظهور وتعزّزت، عندما تتابعت انتصارات (إسرائيل) على دول الجوار العربية، وبلغت ذروتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.وفي إحدى المناسبات كان (سكوفيلد) يذكّر مُستمعيه بأنه: "عاما بعد عام كان يُردّد التحذير بأن عالمنا، سيصل إلى نهايته بكارثة ودمار ومأساة عالمية نهائية.. إن المسيحيين المُخلّصين يجب أن يُرحّبوا بهذه الحادثة، فبمجرد أن تبدأ المعركة النهائية، فإن المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب وسيُنقذون، وأنهم لن يُواجهوا شيئا من المعاناة التي تجري تحتهم".وبالرغم من أن بعض الأصوليين لم يتقبّلوا هذه الفكرة، إلا أنها تسبّبت في انقسام كبير.. فهناك مؤشر إلى أن أعداد المسيحيين الذين يتعلّقون بنظرية (هرمجدون) في تزايد مُضطرد، فهُم مثل (سكوفيلد) يعتقدون أن المسيح وعد المسيحيين المُخلّصين بسماء جديدة وأرض جديدة، وبما أن الأمر كذلك، فليس عليهم أن يقلقوا حول مصير الأرض، فليذهب العالم كلّه إلى الجحيم، ليُحقّق المسيح للقلّة المُختارة سماءً وأرضا جديدتين".إن استقصاء عام 1984م، الذي أجرته مؤسسة (باتكيلو فيتش) أظهر أن 39% من الشعب الأمريكي يقولون: إنه عندما يتحدّث عن تدمير الأرض بالنار، فإن ذلك يعني أننا نحن أنفسنا سوف نُدمّر الأرض بـ (هرمجدون) نووية.. وأظهرت دراسة لمؤسسة (نلسن) نُشرت في أُكتوبر 1985م، أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مُبشّرين، يقولون إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا، لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا".ومن أكثر الأصوليين الإنجيليين شهرة، من الذين يُبشرون على شاشة التلفزيون بنظرية (هرمجدون):1. (بات روبرتسون):يملك شبكة تلفزيونية مسيحية، مكونة من ثلاث محطات، عائداته السنوية تصل إلى 200 مليون دولار، ومساهم في محطة تلفزيون الشرق الأوسط في جنوب (لبنان)، يشاهد برامجه أكثر من 16 مليون عائلة أمريكية.2. (جيمي سواغرت):يملك ثاني أكبر المحطات الإنجيلية شهرة، يُشاهد برامجه ما مجموعه 9.25 مليون منزل.3. (جيم بيكر):يملك ثالث أشهر محطة تبشيرية، عائداته السنوية تصل إلى 50-100 مليون دولار، يُشاهد برامجه حوالي 6 ملايين منزل، يعتقد أن علينا أن نخوض حربا رهيبة، لفتح الطريق أمام المجيء الثاني للمسيح.4. (أورال روبرتس):تصل برامجه التلفزيونية إلى 5.77 مليون منزل.5. (جيري فولويل):تصل دروسه التبشيرية إلى 5.6 مليون منزل، يملك محطة الحرية للبث بالكابل، أقام بعد شرائها بأسبوع، حفل عشاء على شرف (جورج بوش) نائب الرئيس (ريغان) آنذاك. وقد أخبر (فولويل) يومها بأن (جورج بوش)، سيكون أفضل رئيس في عام 1988م.6. (كينين كوبلاند):يُشاهد برامجه 4.9 مليون منزل.. يقول: إن الله أقام (إسرائيل).. إنّنا نُشاهد الله يتحرك من أجل (إسرائيل).. إنه لوقت رائع أن نبدأ في دعم حكومتنا، طالما أنّها تدعم (إسرائيل).. إنه لوقت رائع أن نُشعر الله، مدى تقديرنا لجذور (إبراهيم).7. (ريتشارد دي هان):يصل في برنامجه إلى 4.75 مليون منزل.8. (ريكس همبرد):يصل إلى 3.7 مليون منزل، وهو يُبشّر بتعاليم (سكوفيلد) التي تقول: إن الله كان يعرف منذ البداية الأولى، أننا نحن الذين نعيش اليوم، سوف نُدمّر الكرة الأرضية.إنّ من بين 4 آلاف أصولي إنجيلي، هناك 3 آلاف من التدبيريين، يعتقدون أن كارثة نووية فقط، يمكن أن تُعيد المسيح إلى الأرض.. إن هذه الرسالة تُبث عبر 1400 محطة دينية في أمريكا!!!!ومن بين ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج من خلال 400 محطة راديو، فإن الأكثرية الساحقة منهم من التدبيريين.. إنّ بعض هؤلاء القساوسة ورؤساء الكنائس، هم من القوة بحيث يظهرون كالملوك في مناطقهم.والرسالة التي يُرسلها هؤلاء على الدوام هي: لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح، وأي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة (تخريف وكفر).. إنه ضد كلمة الله (ضد ما جاء في الكُتب المقدسة) إنه ضد المسيح.. وهذا ما يقوله أيضا (جيم روبرتسون) التلفزيوني الإنجيلي الذي دعاه الرئيس (ريغان) لإلقاء صلاة افتتاح المؤتمر الحزب الجمهوري عام 1984م.
كتاب (آخر أعظم كرة أرضية) لمؤلفه (هال لندسي):تقول الكاتبة إنّ هذا الكتاب، أصبح الأكثر مبيعا خلال السبعينات، حيث بيع منه حوالي 18 مليون نسخة، وفي تعليقها على هذا الكتاب ومؤلفه، تقول إنّ المؤلف يفسّر كل التاريخ، قائلا إن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل[1]!!!ويقول (لندسي): "إن الجيل الذي وُلد عام 1948م، سوف يشهد العودة الثانية للمسيح.. ولكن قبل هذا الحدث، علينا أن نخوض حربين، الأولى ضد يأجوح ومأجوج ـ أي الروس ـ والثانية في (هرمجدون).. والمأساة ستبدأ هكذا: كل العرب بالتحالف مع السوفييت (الروس)، سوف يُهاجمون إسرائيل".وتقول الكاتبة بعد مقابلتها للمؤلف: أن (لندسي) لا يبدو عليه الحزن، عندما يُعلن: "إن كل مدينة في العالم سيتم تدميرها في الحرب النووية الأخيرة".. وتعقّب الكاتبة: تصوّروا أن مُدنا مثل (لندن) و(باريس) و(طوكيو) و(نيويورك) و(لوس أنجلوس) و(شيكاغو) وقد أُبيدت!!ويقول (لندسي): "إن القوة الشرقية سوف تُزيل ثلث العالم.. عندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى، بحيث يكون كل شخص تقريبا قد قُتل، ستحين ساعة اللحظة العظيمة، فيُنقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل (الفناء).. وفي هذه الساعة سيتحول اليهود، الذين نجوا من الذبح إلى المسيحية.. سيبقى 144 ألف يهودي فقط، على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون.
وقفة مع المُبشّر الإنجيلي (جيري فولويل):بعد عرضه لنظرية (هرمجدون) مستخدما الأدلة التوراتية والإنجيلية، رسم فولويل صورة مُرعبة عن نهاية العالم، ولكنه لم يبدُ حزينا أو حتى مهتمّا.. في الواقع أنهى عظته بابتسامه كبيرة، قائلا: ما أعظم أن نكون مسيحيين!.. إن أمامنا مُستقبلا رائعا!!!وفي إحدى تسجيلاته يقول:وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة، إنها حقيقة مُركّبة. ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة، لأنه بعد ذلك سيكون المسرح مُعدّا، لتقديم الملك الرب المسيح، بقوة وعظمة … إنّ كل المُبشّرين بالكتاب المُقدّس، يتوقّعون العودة الحتمية للإله … وأنا نفسي أُصدّق، بأننا جزء من جيل النهاية، الذي لن يُغادر قبل أن يأتي المسيح.. منذ 2600 سنة تنبأ النبي العبراني (حزقيال)، أن أمة ستقوم إلى الشمال من (فلسطين)، قبل وقت قصير من العودة الثانية للمسيح.. في الفصلين 38 و 39 من (حزقيال)، نقرأ أن اسم هذه الأرض هو (روش)، ويذكر أيضا اسم مدينتين هما (ماشك) و(توبال).. إن هذه الأسماء تبدو مُشابهة بشكل مُثير، لـ (روسيا) و العاصمتين الحاكمتين اليوم فيها (موسكو) و(تيبولسك).. وكذلك كتب (حزقيال) أن هذه الأرض ستكون مُعادية لـ (إسرائيل)، وأنه من أجل ذلك سيكون ضدها.. وقال أيضا أن (روسيا) سوف تغزوا (إسرائيل) بمساعدة حُلفاء مُختلفين في الأيام الأخيرة.. وقد سمّى هؤلاء الحلفاء: (إيران) ـ التي كنا نُسميها فارس ـ و(جنوب إفريقيا) أو (إثيوبيا)، وشمال إفريقيا أو (ليبيا)، وأوروبا الشرقية (جومر)، والقوقاز جنوب (روسيا) (توجرمة).. وبالرغم من الآمال الوردية وغير الواقعية تماما التي أبدتها حكومتنا، حول اتفاقية (كامب ديفيد) بين (مصر) و(إسرائيل)، إلا إن هذه الاتفاقية لن تدوم.. أنت وأنا نعرف أنه، لن يكون هناك سلام حقيقي في الشرق الأوسط، إلى أن يأتي يوم يجلس فيه الإله المسيح على عرش داود في القدس".وفي كتابه (الحرب النووية والمجيء الثاني) في فصل الحرب القادمة مع روسيا، يتنبأ (فولويل) بغزو سوفييتي لإسرائيل... وفي نهاية المعركة سيسقط خمسة أسداس الجنود السوفييت، وبذلك يبدأ أول احتفال للرب.. ويجري احتفال آخر بعد معركة هرمجدون … وسيتوقف التهديد الشيوعي إلى الأبد، وسيستغرق دفن الموتى مدة 7 أشهر.
المُبشر (فولويل) والترويج لإسرائيل سياسيا:تحوّل (فولويل) من الوعظ الديني، إلى الوعظ السياسي المؤيد للدولة الصهيونية، بعد الانتصار العسكري الإسرائيلي في عام 1967م، حيث قال: إن الإسرائيليين، ما كانوا لينتصروا لو لم يكن هناك تدخّل من الله.وقد قامت وسائل الإعلام الصهيونية بإبرازه وتلميع صورته، ليصبح شخصية سياسية وإعلامية مرموقة على الساحة الأمريكية، لدرجة أن الرئيس (ريغان) رتب له حضور اجتماع مجلس الأمن القومي (البنتاغون)، ليستمع ويُناقش كبار المسؤولين فيه، حول احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا.وعندما قصفت (إسرائيل) المفاعل النووي قرب (بغداد) في بداية الثمانينيّات، تخوّف (بيغن) من رد فعل سيّء في (الولايات المُتحدّة).. ومن أجل الحصول على الدعم، لم يتصل بسيناتور أو كاهن يهودي، إنما اتصل (بفولويل) … وقبل أن يُغلق سماعة الهاتف، قال (فولويل) (لبيغن): " السيد رئيس الوزراء، أريد أن أهنئك على المهمة، التي جعلتنا فخورين جدا بإنتاج طائرات ف 16".وقال د. (برايس): إن أي عمل عسكري قامت أو ستقوم به إسرائيل، تستطيع أن تعتمد فيه على دعم اليمين المسيحي.
الرئيس الأمريكي (ريغان) كان أحد فرسان هرمجدون النووية:كان (رونالد ريغان) واحدا، من الذين قرءوا كتاب (آخر أعظم كرة أرضية).. وفي وقت مبكر من عام 1986م، أصبحت ليبيا العدو الأول (لريغان).. واستنادا إلى (جيمس ميلز)، الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا، فإن (ريغان) كره (ليبيا) لأنه رأى أنها واحدة من أعداء (إسرائيل)، الذين ذكرتهم النبوءات، وبالتالي فإنها عدو الله.وعندما كان (ريغان) مرشحا للرئاسة عام 1980م، كان يُواصل الحديث عن هرمجدون، ومن أقواله: "إن نهاية العالم قد تكون في متناول أيدينا.. إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيشهد هرمجدون".إن معظم المؤمنين بالتدبيرية، ينظرون إلى (روسيا) على أنها شيطانية، وأنها تُمثّل إمبراطورية الشيطان.. ولقد جاهر (ريغان) بذلك في 8 / 3 / 1983م، عندما قال: "إن الاتحاد السوفييتي هو حجر الزاوية في العالم المعاصر.. إنني أؤمن أن الشيوعية فصل حزين وسيئ في التاريخ الإنساني، الذي يكتب الآن صفحاته الأخيرة".يقول (جيمس ميلز) في مقال صحفي: "إن استعمال (ريغان) لعبارة إمبراطورية الشيطان، كان إعلانا انطلق من الإيمان الذي أعرب لي عنه، في تلك الليلة عام 1971م.. إن (ريغان) كرئيس أظهر بصورة دائمة، التزامه القيام بواجباته، تمشيا مع إرادة الله.. إن (ريغان) كان يشعر بهذا الالتزام خصّيصا، وهو يعمل على بناء، القدرة العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها".إن سياسات الرئيس (ريغان) الداخلية والمالية، مُنسجمة مع التفسير اللفظي، للنبوءات التوراتية والإنجيلية. فلا يوجد أي سبب للغضب من مسألة الدَيْن القومي الأمريكي، إذا كان الله سيطوي العالم كلّه قريبا!!.. وبناء على ذلك، فإن جميع البرامج المحلية التي تتطلب إنفاقا كبيرا، يمكن بل يجب أن تُعلّق من أجل توفير المال، لتمويل برامج تطوير الأسلحة النووية، من أجل إطلاق الحمم المُدمّرة على الشياطين أعداء الله وأعداء شعبه!!
الإنجيليون الأصوليون يؤمنون بأكاذيب التوراة أكثر من اليهود أنفسهم:في لقاء للكاتبة مع محام فلسطيني مسيحي بروتستنتي إنجيلي، يعمل في (القدس)، في معرض ردّه على سؤال، عن رأيه في الحجّاج الأمريكيين، الذين يُنظّمهم المُبشّر (فولويل) لزيارة أرض المسيح، قال:"بالنسبة للإنجيليين الأصوليين مثل (فولويل)، فإن الإيمان بـ (إسرائيل) يتقدم على تعاليم المسيح.. إن الصهاينة يُفسدون تعاليم المسيح.. إن صهيونية (فولويل) سياسية لا علاقة لها، بالقيم أو الأخلاق أو بمواجهة المشاكل الحقيقية.. إنه يدعو أتباعه إلى تأييد (إسرائيل)، ويطلب من دافع الضرائب الأمريكي، أن يُقدّم لإسرائيل 5 مليار دولار كل سنة.. إذ يؤكد لأتباعه بما أنهم مؤيدون للصهيونية، فهم على الطريق الصحيح، وفي الجانب الرابح دوما.. وفي الواقع فإن مسيحيين مثل (فولويل)، يُوفّرون للإسرائيليين الدافع للتوسع ومصادرة المزيد من الأراضي، ولاضطهاد مزيد من الشعوب، لأنهم يدّعون أن الله إلى جانب إسرائيل، وأن العم سام راغب في التوقيع على الفاتورة!!.. إن الإسرائيليين، يعرفون أن مسيحيين جيدين ومؤثرين مثل (فولويل)، يقفون معهم على الدوام، بغض النظر عما يفعلون أخلاقيا ومعنويا.. ومهما بلغوا من القمع، فإن الإسرائيليين يعرفون أن الصهيونيين المسيحيين الأمريكيين معهم، ويرغبون في إعطائهم الأسلحة ومليارات الدولارات، وسيُصوّتون إلى جانبهم في الأمم المتحدّة".
هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل، مطلب إلهي منصوص عليه في التوراة:أثناء رحلة الحج الثانية للكاتبة، وفي لقاء مع أحد مستوطني مُستعمرة (غوش أمونيم) قالت له: "إن بناء هيكل للعبادة شيء، وتدمير المسجد شيء آخر، فمن الممكن أن يُؤدي ذلك إلى حرب بين (إسرائيل) والعرب".. فردّ قائلا: "تماما.. هذا ما نُريده أن يحدث لأننا سوف نربحها، ومن ثم سنقوم بطرد العرب من أرض (إسرائيل)، وسنُعيد بناء الهيكل وننتظر مسيحنا".ويقول (لندسي) في كتاب (آخر أعظم كرة أرضية): "لم يبق سوى حدث واحد ليكتمل المسرح تماما أمام (إسرائيل)، لتقوم بدورها في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخية، وهو إعادة بناء الهيكل القديم في موقعه القديم.. ولا يوجد سوى مكان واحد يمكن بناء الهيكل عليه، استنادا إلى قانون (موسى) في جبل موريا حيث الهيكلان السابقان".
نشأة المسيحية الصهيونية:تقول الكاتبة: " أواخر أغسطس 1985م سافرت من واشنطن إلى سويسرا، لحضور المؤتمر المسيحي الصهيوني الأول في (بازل)، برعاية السفارة المسيحية العالمية في (القدس)، لأتعرّف على خلفية الصهيونية السياسية.. في أحد مقررات المؤتمر حثّ المسيحيون (إسرائيل) على ضمّ الضفة الغربية، بسكانها البالغين مليون فلسطيني.. فاعترض يهودي إسرائيلي بأن ثلث الإسرائيليين يُفضلون مقايضة الأراضي المحتلة بالسلام مع الفلسطينيين.. فردّ عليه مقرر المؤتمر: إننا لا نهتم بما يُصوّت عليه الإسرائيليون وإنما بما يقوله الله، والله أعطى هذه الأرض لليهود".وفي بحثها عن أصل الصهيونية السياسية، الداعية إلى عودة اليهود إلى (فلسطين)، تؤكد الكاتبة أن (ثيودور هرتزل) لم يكن أصلا صاحب هذه الفكرة، وإنما كان دُعاتها هم المسيحيين البروتستانت ـ ذوي الأغلبية في أمريكا وبريطانيا الآن ـ قبل ثلاث قرون من المؤتمر الصهيوني الأول، حيث ضمّ لوثر زعيم حركة الإصلاح الكنسي في القرن السادس عشر، توراة اليهود إلى الكتاب المقدّس تحت اسم العهد القديم. فأصبح المسيحيون الأوربيون يُبدون اهتماما أكبر باليهود، وبتغيير الاتجاه السائد المُعادي لهم في أوروبا.وتقول الكاتبة: "توجه البروتستانت إلى العهد القديم ليس فقط لأنه أكثر الكتب شهرة، ولكن لأنه المرجع الوحيد لمعرفة التاريخ العام.. وبذلك قلّصوا تاريخ (فلسطين) ما قبل المسيحية إلى تلك المراحل التي تتضمّن فقط الوجود العبراني فيها.. إن أعدادا ضخمة من المسيحيين وُضِعوا في إطار الاعتقاد، أنه لم يحدث شيء في (فلسطين) القديمة، سوى تلك الخرافات غير الموثقة من الروايات التاريخية المدوّنة في العهد القديم".وتقول: "في منتصف عام 1600م بدأ البروتستانت بكتابة معاهدات، تُعلن بأن على جميع اليهود مُغادرة (أوروبا) إلى (فلسطين)، حيث أعلن (أوليفر كرمويل) بصفته راعي الكومنولث البريطاني الذي أُنشئ حديثا، أن الوجود اليهودي في (فلسطين) هو الذي سيُمهّد للمجيء الثاني للمسيح.. ومن هناك في (بريطانيا) بدأت بذرة الدولة الصهيونية الحديثة في التخلّق.وفي خطاب عام 1985م لمندوب (إسرائيل) في الأمم المتحدّة (بنيامين نتنياهو) - الذي أصبح فيما بعد رئيسا لإسرائيل - أمام المسيحيين الصهاينة، قال: "إن كتابات المسيحيين الصهاينة من الإنجليز والأمريكان أثّرت بصورة مُباشرة على تفكير قادة تاريخيين في مطلع هذا القرن، مثل (لويد جورج) و (آرثر بلفور) و (ودرو ويلسون)، الذين لعبوا دورا أساسيا، في إرساء القواعد السياسية والدولية لإحياء الدولة اليهودية".
غاية إسرائيل من التحالف مع اليمين المسيحي في أمريكا:وتقول الكاتبة: "إن للقادة الأصوليين الإنجيليين اليوم قوة سياسية ضخمة. إن اليمين المسيحي الجديد هو النجم الصاعد في الحزب الجمهوري، وتحصد إسرائيل مكاسب سياسية جمة داخل البيت الأبيض من خلال تحالفها معه".وتنقل الكاتبة: " إن (مارفن) - أحد زملائها في رحلة الحج - كغيره من اليمين المسيحي الجديد، يشعر بالنشوة لأنه مع الحليف الرابح. وقد نقل إليّ مرة المقطع 110 الذي يتحدّث عن يهوه وهو يسحق الرؤوس، ويملأ الأرض بجثث غير المؤمنين، والمقطع 137 الذي يُعرب فيه عن الرغبة من الانتقام، من أطفال بابليين وإلقائهم فوق الصخور. ثم قال (مارفن): وهكذا يتوجب على الإسرائيليين أن يُعاملوا العرب بهذه الطريقة. ورغم أن (مارفن) كان معجبا ومطلعا على نصوص التاريخ التوراتي، إلا أنه كان جاهلا فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. لأنه يعرف مسبقا كل ما يعتقد أن الله يريد منه أن يعرفه. وقال لي: إن على الأمريكيين أن يتعلموا من الإسرائيليين كيف يُحاربون. ويشارك (مارفن) كذلك هؤلاء بالاعتقاد بأننا نحن المسيحيين نؤخر وصول المسيح، من خلال عدم مساعدة اليهود، على مصادرة مزيد من الأرض من الفلسطينيين.وتخلُص الكاتبة إلى القول أن عدة ملايين من المسيحيين الأمريكيين، يعتقدون أن القوانين الوضعية يجب ألا تُطبق على مصادرة اليهود واسترجاعهم لكل أرض فلسطين، وإذا تسبّب ذلك في حرب عالمية نووية ثالثة فإنهم يعتقدون بأنهم تصرّفوا بمشيئة الله.وتذكر الكاتبة أن هناك قائمة بأسماء 250 منظمة إنجيلية أصولية موالية لإسرائيل، من مختلف الأحجام والعمق في أمريكا، ومعظم هذه المنظمات ننشأت وترعرت خلال السنوات الخمس الأخيرة، أي منذ عام 1980م.وتقول الكاتبة في فصل مزج الدين بالسياسة: إن الإسرائيليون يُطالبون بفرض سيادتهم وحدهم، على المدينة التي يُقدّسها مليار مسيحي ومليار مسلم، وحوالي 14 مليون يهودي. وللدفاع عن ادّعائهم هذا فإن الإسرائيليين – ومعظمهم لا يؤمن بالله – يقولون: بأن الله أراد للعبرانيون أن يأخذوا القدس إلى الأبد.. ومن أجل ترويج هذه الرسالة توجّه الإسرائيليون إلى (مايك ايفنز) اليهودي الأمريكي، الذي قُدّم في أحد المعابد على أنه قسّ تنصّر ليساعد شعبه، وأنه صديق لجورج بوش ويحتل مكانة مرموقة في الحزب الجمهوري، ومن حديثه في هذا المعبد قوله: "إن الله يريد من الأمريكيين، نقل سفارتهم من تل أبيب إلى (القدس)، لأن القدس هي عاصمة (داود). ويحاول الشيطان أن يمنع اليهود، من أن يكون لليهود حق اختيار عاصمتهم. إذا لم تعترفوا بالقدس ملكية يهودية، فإننا سندفع ثمن ذلك من حياة أبنائنا وآبائنا، إن الله سيُبارك الذين يُباركون إسرائيل وسيلعن لاعنيها".
العراق على رأس قائمة الحقد:تُخبر التوراة الصهاينة من اليهود والنصارى صراحة، وفي مواضع عديدة بأن العراقيين هم أصحاب البعث الثاني، وتأمرهم بالعمل على تدمير العراق والعراقيين، عندما يتمكنّوا من العلو في الأرض للمرة الثانية، وتُحرّضهم وتحثّهم بألاّ يدّخروا جهدا، من أجل إعادته إلى العصر الحجري، حتى لا يتمكّن أحفاد البابليين من الانبعاث عليهم مرة أخرى عندما يأذن الله بذلك!إنّ الكلدانيين ـ بابليين وآشوريين ـ هم سكان العراق القدماء.. وبابل مدينة عراقية تقع في وسط العراق إلى الجنوب من بغداد، وأشور مدينة عراقية تقع في شماله.. ولذلك يرى اليهود أنّ الحلّ هو إبادة الكلدانيين ومحو بابل الجديدة عن الوجود، وتحويلها إلى صحراء قاحلة لا تسكنها إلا الثعالب، وما كان تصريح أحد كلابهم (بوش الأب)، عندما قال: (بأنه سيُعيد العراق إلى العصر الحجري) إلا من خلفية توراتية حاقدة.
نبوءة عن دمار بابل في سفر إشعياء:13: 1-8: رؤيا إشعياء بن آموص بشأن بابل: انصبوا راية فوق جبل أجرد، اصرخوا فيهم لوحوا بأيديكم، ليدخلوا أبواب [العتاة] … لأن الرب القدير يستعرض جنود القتال، يقبلون من أرض [بعيدة] من أقصى السماوات، هم جنود الرب وأسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها، [ولولوا] فإن يوم الرب بات وشيكا، قادما من عند الرب مُحمّلا بالدمار. لذلك ترتخي كل يد ويذوب قلب كل إنسان، ينتابهم الفزع وتأخذهم أوجاع يتلوون كوالدة تُقاسي من الآم المخاض.13: 9-16: ها هو يوم الرب قادم، مفعما بالقسوة والسخط والغضب الشديد، ليجعل الأرض خرابا ويبيد منها الخطاة … والشمس تظلم عند بزوغها (كسوف) والقمر لا يلمع بضوئه (خسوف)، وأعاقب العالم على شرّه والمنافقين على آثامهم، وأضع حدّا لصلف المُتغطرسين وأُذلّ كبرياء العتاة … وأُزلزل السماوات فتتزعزع الأرض في موضعها، من غضب الرب القدير في يوم احتدام سخطه، وتولّي جيوش بابل حتى يُنهكها التعب، عائدين إلى أرضهم كأنهم غزال مُطارد أو غنم لا راعي لها، كل من يُؤسر يُطعن، وكل من يُقبض عليه يُصرع بالسيف، ويُمزّق أطفالهم على مرأى منهم، وتُنهب بيوتهم وتُغتصب نسائهم.13: 17-22: ها أنا أُثير عليهم الماديين (الإيرانيين) الذين لا يكترثون للفضة ولا يُسرّون بالذهب [فتحطم] قسيّهم الفتيان، ولا يرحمون الأولاد أو الرضع … أما بابل مجد الممالك وبهاء وفخر الكلدانيين، فتُصبح كسدوم وعمورة اللتين قلبهما الله. لا يُسكن فيها، ولا تعمر من جيل إلى جيل، ولا ينصب فيها بدوي خيمته، ولا يُربض فيها راع قُطعانه.. إنما تأوي إليها وحوش القفر وتعجّ البوم خرائبها، وتلجأ إليها بنات النعام، وتتواثب فيها [معز الوحش]، وتعوي الضّباع بين أبراجها، وبنات آوى في قصورها الفخمة. إن وقت عقابها بات وشيكا، وأيامها لن تطول.14: 1 ولكنّ الرب [سيرحم] ذريّة يعقوب، ويصطفي شعب إسرائيل ثانية، وُيحلّهم في أرضهم، فينضم الغرباء إليهم ويلحقون ببيت يعقوب. وتمُدّ شعوب الأرض إليهم يد العون، ويصيرون عبيدا لبني إسرائيل، في أرض الرب، ويتسلّطون على آسريهم وظالميهم. في ذلك اليوم يُريحكم الرب، من عنائكم وشقائكم وعبوديتكم القاسية.14: 4-23: فتسخرون من ملك بابل قائلين: كيف استكان الظالم وكيف خمدت غضبته المُتعجرفة؟ قد حطّم الرب عصا المنافق وصولجان المُتسلطين … حتى شجر السرو وأرز لبنان عمّها الفرح، فقالت: منذ أن انكسرت شوكتك، لم يصعد إلينا قاطع حطب … والذين يرونك، يحملقون فيك ويتساءلون: أهذا هو الإنسان الذي زعزع الأرض وهزّ الممالك، الذي حوّل المسكونة إلى مثل القفر، وقلب مُدنها، ولم يُطلق أسراه ليرجعوا إلى بيوتهم؟ … أما أنت فقد طُرحت بعيدا عن قبرك، كغصن مكسور … لأنك خرّبت أرضك، وذبحت شعبك، فذريّة فاعلي الإثم، يبيد ذكرها إلى الأبد.. أعدّوا مذبحة لأبنائه جزاء إثم آبائهم، لئلا يقوموا ويرثوا الأرض فيملئوا وجه البسيطة مُدناً. يقول الرب القدير: إني أهبّ ضدهم، وأمحو من بابل، اسماً وبقيةً ونسلاً وذريةً، وأجعلها ميراثاً للقنافذ، ومستنقعاتٍ للمياه، وأكنسها بمكنسة الدمار[1].14: 29: لا تفرحي يا كلّ فلسطين (إسرائيل)، لأن القضيب الذي ضربك قد انكسر. فانه من أصل تلك الأفعى يخرج أُفعوان، وذريّته تكون ثعبانا سامّا طيّارا … ولول أيّها الباب، ونوحي أيّتها المدينة، ذوبي خوفا يا فلسطين قاطبة، لأن جيشا مُدرّبا قد زحف نحوك من الشمال.هذا النص يُحذر اليهود من الفرح، بانكسار قضيب بابل (أي بانكسار العراق في بادئ الأمر) لأنه في النهاية سينهض من جديد، ليُنجز ما قضاه الله عليهم.. فالأُفعوان لا محالة خارج من أصل تلك الأفعى طال الزمان أو قصر، وسينفث سمّه في أجسادهم عند مجيء الموعد، وذريته ستكون أشد بأسا وأشد تنكيلا.
نبوءة عن دمار بابل من سفر ارميا:جاء هذا النص تحت (مُسمى النبوءة التي قضى بها الرب) والحقيقة أنه وثيقة للثأر وتسديد للحساب القديم لمملكة بابل، كتبه كهنتهم وأحبارهم بعد أن سامهم أهل بابل في المرة الأولى، أشكالا وألوانا من الذل والهوان والعذاب.ولا يغب عن البال أن هذه النص التحريضي، بما يحفل به من مبالغة وتهويل وتكرار وتطويل، كُتب بعد السبي البابلي قبل 2500 عام تقريبا، كدعوة للانتقام من بابل القديمة، عند عودتهم من السبي والشتات إلى فلسطين، وإن كانت بابل قد وقعت في أيدي الفرس قديما كما جاء في التوراة، فمملكة فارس تقع إلى الشرق من بابل وأشور، والنبوءة تقول أن من سيُدمّرها جمع من الملوك يجتمعون عليها من الشمال.. حتى جاءت دولتهم الحالية وأخذ يهود هذا العصر بكل ما لديهم من طاقات وإمكانيات ووسائل، على عاتقهم تنفيذ هذا البرنامج الذي وضعه لهم أربابهم من الأحبار والكهنة (الحكماء).وفي ما يلي مقتطفات من وثيقة الثأر والدعوة لتسديد الحساب القديم لبابل الجديدة، كما جاء في الإصحاح (50 – 51) من سفر ارميا:
التحريض الإعلامي:أخبِروا في الشعوب وأسمِعوا وارفعوا راية، أسمِعوا لا تخفوا، قولوا: قد تم الاستيلاء على بابل، ولحق ببيل العار وتحطّم مردوخ (أسماء لأصنام بابل)، خربت أصنامها وانسحقت أوثانها، لأن أمة من الشمال، قد زحفت عليها، لتجعل أرضها مهجورة، شرد منها الناس والبهائم جميعا.
التنفيذ مرتبط بعودتهم إلى فلسطين:وفي تلك الأيام، يقول الرب، يتوافد بنو إسرائيل وبنو يهوذا معا، يبكون في سيرهم ويلتمسون الرب إلههم، يسألون عن الطريق صهيون ويتوجّهون إليها قائلين: هلم ننضمّ إلى الرب، بعهد أبدي لا يُنسى، إنّ شعبي كغنم ضالّة قد أضلّهم رعاتهم، وشرّدوهم على الجبال، فتاهوا ما بين الجبل والتل، ونسوا مربضهم، كل من وجدهم افترسهم، وقال أعدائهم: لا ذنب علينا لأنهم هم الذين أخطأوا في حقّ الرب، الذي هو ملاذهم الحقّ، ورجاء آبائهم.
دعوة لخروج الغرباء من بابل:اهربوا من وسط بابل، واخرجوا من ديار الكلدانيين، وكونوا كالتيوس أمام قطيع الغنم، (الطلب من جميع الغربيين مُغادرة العراق قبل القصف) فها أنا أُثير وأجلب على بابل، حشود أُمم عظيمة (30 دولة)، من أرض الشمال، فيتألّبون عليها، ويستولون عليها من الشمال، وتكون سهامهم كجبّار متمرّس لا يرجع فارغا (من الصيد)، فتصبح أرض الكلدانيين غنيمة، وكل من يسلبها يُتخم (عوائد النفط)، يقول الرب: لأنكم تبتهجون وتطفرون غبطة يا ناهبي شعبي، وتمرحون كعِجلةٍ فوق العشب وتصهلون كالخيل، فإنّ أمّكم قد لحقها الخزي الشديد، وانتابها الخجل، ها هي تُضحي أقلّ الشعوب، وأرضها تصير قفرا جافا وصحراء، وتظلّ بأسرها مهجورة وخربة، كل من يمرُّ ببابل، يُصيبه الذعر ويصفر دهشة، لما ابتليت به من نكبات.
تحريض على تدمير بابل:اصطفّوا على بابل من كل ناحية، يا جميع موتري الأقواس، ارموا السهام ولا تبقوا سهما واحدا، لأنها قد أخطأت في حقّ الرب، أطلقوا هتاف الحرب عليها من كل جانب، فقد استسلمت وانهارت أسسها وتقوضت أسوارها، لأن هذا هو انتقام الرب، فاثأروا منها، وعاملوها بمثل ما عاملتكم، استأصلوا الزّارع من بابل، والحاصد بالمنجل في يوم الحصاد، إذ يرجع كل واحد إلى قومه، ويهرب إلى أرضه فرارا من سيف العاتي.
دوافع الانتقام:إسرائيل قطيع غنم مشتّت، طردته الأسود، كان ملك أشور أولّ من افترسه، ونبوخذ نصر آخِر من هشّم عظامه، لذلك هذا ما يُعلنه الرب القدير إله إسرائيل: ها أنا أُعاقب ملك بابل وأرضه، كما عاقبت ملك أشور من قبل، وأردّ إسرائيل إلى مرتعه، فيرعى في الكرمل وباشان، وتشبع نفسه في جبل أفرايم وجلعاد.. وفي ذلك الزمان والأوان، يقول الرب: يُلتمس إثم إسرائيل فلا يوجد، وخطيئة يهوذا فلا تكون، لأني أعفو عمن أبقيته منهما.
تحريض مستمر:ازحف على أرض ميراثايم (الجبّار المتمرّد، أي ملك بابل)، وعلى المقيمين في فقود (أرض العقاب، بابل) خَرِّب ودمِّر وراءهم (أثناء فرارهم)، يقول الرب، وافعل حسب كل ما آمرك به.. قد عَلَتْ جلبة القتال في الأرض، صوت تحطيم عظيم، كيف تكسرّت وتحطّمت بابل، مطرقة الأرض كلها؟ قد نصبتُ الشرك فوقعتِ فيه يا بابل (تورطت في الحرب نتيجة مؤامرة)، من غير أن تشعري، قد وُجدّتِ (أُخذتِ) وقُبضَ عليك، لأنّك خاصمت الربّ، قد فتح الرب مخزن سلاحه، وأخرج آلات سخطه، لأنه ما برح للسيد الرب القدير، عمل يُنجزه في ديار الكلدانيين، ازحفوا عليها من أقاصي الأرض، وافتحوا أهراءها، وكوّموها أعراما واقضوا عليها قاطبة، ولا تتركوا منها بقية، (نهب ثرواتها وخيراتها)، اذبحوا جميع ثيرانها، أحضروها للذبح، ويل لهم لأن يوم موعد عقابهم قد حان.
طبيعة العقاب الذي يأمل اليهود أن يوقعوه في بابل وأهلها:ها سيف على عرّافيها فيصبحون حمقى، وها سيف على مُحاربيها فيمتلئون رعبا.. ها سيف على خيلها وعلى مركباتها، وعلى فِرق مُرتزقتها فيصيرون كالنساء، ها سيف على كنوزها فتُنهب، ها الحَرّ على مياهها فيُصيبها الجفاف لأنها أرض أصنام، وقد أُولع أهلها بالأوثان.. لذلك يسكنها وحش القفر مع بنات آوى، وتأوي إليها رعال النعام، وتظلّ مهجورة إلى الأبد، غير آهلة بالسكان إلى مدى الدهر.. وكما قلب الله سدوم وعمورة وما جاورهما، هكذا لن يسكن فيها أحد، أو يقيم فيها إنسان.
تحريض الإيرانيين على تدمير بابل:قد أظهر الرب برّنا، فتعالوا لنُذيع في صهيون، ما صنعه الرب إلهنا. سنّوا السهام وتقلّدوا التروس، لأن الرب قد أثار روح ملوك الماديين (الإيرانيين)، إذ وطّد العزم على إهلاك بابل، لأن هذا هو انتقام الرب، والثأر لهيكله. انصبوا راية على أسوار بابل، شدّدوا الحراسة، أقيموا الأرصاد (الجواسيس والعملاء) أعدوا الكمائن، لأن الرب قد خطّط وأنجز ما قضى به على أهل بابل، أيتها الساكنة إلى جوار المياه الغزيرة، ذات الكنوز الوفيرة، إن نهايتك قد أزفت، وحان موعد اقتلاعك، قد أقسم الرب القدير بذاته، قائلا: لأملأنّك أُناسا كالغوغاء فتعلوا جلبتهم عليك.
وما زالت لهذه النبوءة تكملة طويلة، وهناك نبوءة أخرى في سفر الرؤيا ليوحنا.. لو أردت المزيد، يمكنك أن ترجع لكتاب (نهاية إسرائي والولايات المتحدة) لقراءتها.
أعداء دولة إسرائيل التوراتيون حسب تفسيرهم:1. بابل وآشور وبلاد الكلدانيين ـ العراق:درجة أولى في العداء التوراتي لإسرائيل وبامتياز مع مرتبة الشرف.. تم توريطه في حربيّ الخليج الأولى والثانية، وضرب المفاعل النووي، وفرض حصار أبدي، مع وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب.. وانتهى الأمر بقيام أمريكا وبريطانيا باحتلاله.2. روش وماشك وتوبال وكلّ حلفائهما، وبيت توجرمة من أقاصي الشمال ـ دول الاتحاد السوفييتي السابق:درجة ثانية في العداء التوراتي لإسرائيل.. وقد تم تفكيك الاتحاد السوفييتي، وإضعاف الحزب الشيوعي المناهض للغرب، وتدمير اقتصاد روسيا وتوريطها مع صندوق النقد الدولي، وتوريطها في حربين استنزافيتين في جمهورية الشيشان.
4. إثيوبيا ـ السودان:درجة ثالثة في العداء التوراتي لإسرائيل.. ما زالت الحروب الأهلية التي يدعمها الغرب مشتعلة فيها، مع مقاطعة اقتصادية أمريكية وعداء مُعلن.. قُصفت بالصواريخ الأمريكية في زمن (كلينتون)، لاتهامها بالتعاون مع ابن لادن، وهي مشمولة في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.5. ليبيا:درجة ثالثة في العداء التوراتي لإسرائيل.. قٌصفت من قبل الطائرات الأمريكية في زمن الرئيس الأمريكي (ريغان)، وتم فبركة حادثة تفجير الطائرة (لوكربي)، واتُهمت بتدبيرها، ومن ثم فُرض عليها، حظر دولي من مجلس الأمن، ومقاطعة اقتصادية أمريكية.. وهي مشمولة في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.6. أشور وحلفائها ـ سوريا:درجة ثالثة في العداء التوراتي لإسرائيل.. موضوعة على جدول مؤامراتهم القادمة، وهي مشمولة في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.7. عيلام وحلفاؤها، ملوك الشرق ـ أفغانستان وباكستان:درجة ثالثة في العداء التوراتي لإسرائيل.. حظر ومقاطعة اقتصادية على كلتا الدولتين.. تم قصف معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان.. انتهى الأمر بقيام أمريكا باحتلالها.
متى سنفيق:بعد هذا العرض، نستطيع القول إن الحلف المنعقد بين (إسرائيل) و(الولايات المتحدّة)، هو حلف عقائدي عسكري تُغذيه النبوءات التوراتية والإنجيلية، لدرجة أن الكثير من أفراد الشعب الأمريكي الضالّ يتمنى لو أنه ولد يهوديا، لينعم بالانتساب إلى شعب الله المختار، الذي يقاتل الله عنهم في جميع حروبهم ضد الكفرة من المسلمين والشيوعيين!!.. ونحن كمسلمين بتواجدنا على أرض اليهود وبمقاومتنا للاحتلال الصهيوني، نمنع الله من تحقيق إرادته بإعطاء أرض فلسطين لليهود. فالشعب الأمريكي ينظر على أن اليهود هم جنود الله، وأن الفلسطينيين هم إرهابيون وجنود الشيطان!!إنّ قلة قليلة من شُرفاء (أمريكا) يعتقدون بعكس ذلك، من الذين سبروا أغوار الحقيقة ودرسوا التاريخ والجغرافيا والواقع بعين العدالة والإنصاف، حتى إن بعضهم طعن في مصداقية كتبهم المُقدّسة.. ولكن كل جهود الشرفاء من مواقف ومحاضرات وبرامج ومؤلفات ذهبت أدراج الرياح، ذلك لأنهم قلة ولا يملكون ما يملكه اليهود وأتباعهم من القوة والمال، فكانوا كمن يُجدّف بالرمال.هكذا هي المعادلة بكل بساطة، فساسة الشعب الأمريكي جملة وتفصيلا صهاينة أكثر من ساسة إسرائيل أنفسهم، وما عبادة الأمريكيين لإسرائيل إلا لتقرِّبهم إلى الله زلفى، ولذلك يسعى الأمريكيون قبل الإسرائيليين لتلبية متطلبات مجيء المسيح، وأعجب من العرب عندما يطلبون من صهاينة الغرب رفع ظلم صهاينة الشرق!!!!!!إن الرؤساء من الحزب الجمهوري اليميني المسيحي الإنجيلي التوراتي الأصولي المتطرّف، أكثر تطرفا وعدوانية وأقل اهتماما بالسلام، ويتجاوبون مع متطلبات اليهود بل يُنفّذونها بحذافيرها.. فالرئيس (ريغان) 1980-1988م شنّ الحرب على (ليبيا)، وتم في عصره ضرب المفاعل العراقي واجتياح (بيروت)، واشتعلت في عصره نيران الحرب الإيرانية وتم إطالة أمدها وانتهت بنهاية ولايته.. والرئيس (بوش الأب)، 1988-1992م، شنّ الحرب على (العراق) وفرض عليه الحصار، وتم إسقاط الشيوعية وتفكيك الاتحاد السوفييتي في عهده، وأعلن عن نظامه العالمي الجديد المذكور في بروتوكولات اليهود.ومؤخرا جاء دور (بوش الابن)، ليُكمل سلسلة جرائم أسلافه من الجمهوريين ويُنفذ ما أعدّ له أبالسة اليهود من برامج مسبقة، كانوا قد أنجزوها له قبل وصوله لسدة الحكم، كما خطّ أجدادهم أسفار التوراة والإنجيل وبروتوكولات الحكماء، فيما يُسمّى بتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى 2001، حيث بدأ بتنفيذ ما جاء فيه من أوامر، فور تسلّمه للسلطة:1. فضرب بغداد دون سابق إنذار، وبدأت إدارته بالترويج للعقوبات الذكية، التي طالب بها خبثاء معهد واشنطن.2. وأظهر عداءه لروسيا والصين.3. وطلب الرئيس المصري لمعاقبة (مصر) على موقفها المتشدّد مع (إسرائيل) في قمة القاهرة، بخفض المساعدات وتأخير إنشاء منطقة التجارة الحرة فيما لو أصرّت على ذلك.4. وصرّح عن رغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.5. ودعم إسرائيل في قمعها لانتفاضة الإرهابيين الفلسطينيين وبرّر وما زال يُبرّر جرائمها.6. وظهر هناك من يدعو إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان، من اللبنانيين المدعومين بالأموال اليهودية تحت غطاء الدين.7. وقام وزير الخارجية بجولة في دول المنطقة، لشرح السياسة الجديدة التي جاء بها هذا التقرير، الذي تمت صياغته بذكاء ودهاء يهودي صرف، بناء على المخاوف النبوية التوراتية.8. وقام باحتلال (أفغانستان) بدعوى القضاء على تنظيم القاعدة.9. وواصل باحتلال (العراق) بحجّة القضاء على أسلحة الدمار الشامل.وما زالت المسرحيّة تُعرض أمامنا ونحن نائمون، نحلم في عالم التوهان بالممثلين والممثلات، والمغنين والمغنيات، والراقصات والداعرات، ولاعبي الكرة، انتظارا لمصيرنا المحتوم.وكما رأيت: بينما كان يتصاعد منحنى التطرّف الدينيّ في (أمريكا) و(إسرائيل) منذ الثمانينات، كنّا نحن نخدّر بالإعلام الهابط والتفاهات، وتحجب عنّ أجيالنا الجديدة تفاصيل ما يدور حولهم، بل تمّ عزلهم عن تاريخهم، وحذف معظم ما يمتّ للإسلام والعروبة من مناهج التعليم، وحشوه بتفاهات فارغة عن كبار الخونة الذين دمّروا مجتمعنا وحاربوا أخلاقنا وديننا، وعن حرّيّة المرأة في بلادها المستعبدة، تمهيدا لنيل حرّيّتها الكبرى بالخروج من هذا العالم في استسلام، على يد أعدائها.. محرّريها!!!!
هل أعجبك الموضوع ؟
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire