نزول عيسى عليه السلام
عيسى عليه السلام نبي من أنبياء الله عز وجل من أولي العزم المقربين أختصه الله عز وجل بأن يولد من أم دون أب وكانت مريم أم عيسى عليه متميزة بصلاحها وتتعبد في المحراب والله عز وجل يرزقهاقال الله عز وجل:{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٧) }(1)
وكان زكريا عليه السلام قد جعل لها مكانا شريفا من المسجد لا يدخله سواها فكانت تعبد الله فيها ليلها ونهارها وكان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عليها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ,فيسألها "أنى لك هذا" فتقول:{ هوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }أي رزق رزقنيه الله {.َرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ } بشارة الملائكة لمريم : قال عز وجل :{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (٤٢) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)}(2)
يذكر عز وجل أن الملائكة بشرت مريم باصطفاء الله لها من بين سائر نساء زمانها بأن اختارها لإيجاد ولد منها من غير أب وبشرت بأن يكون نبيا شريفا{ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا }(3) أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله وحدة لا شريك له وكذلك في حال كهولته فدل على أنه يبلغ الكهولهة ويدعوا إلى الله فيها وأمرت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلا لهذه الكرامة وتشكر هذه النعمة فيقال إنها كانت تقوم في الصلاة حتى تفطرت أقدامها - رضي الله عنه- ورحمها ورحم أمها وألاها .
عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<< حسبك من نساء العالمين بأربع ,مريم بيت عمران .وآسية امرأة فرعون,وخديجة بيت خويلد. وفاطمة بنت محمد>>(4)
(1) آل عمران:37
(2) آل عمران:42-43
(3) آل عمران :46
(4) رواة الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2/439)
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire